رسالة إلى مغربية الشتات*…🗞
بقلم: خديجة حياري
الحب قوة يقف بها الرجل و ليس حفرة تقعين فيها. وعندما تحبين شريك حياتك بشغف، لشخصه وليس لما يمكنه أن يقدم لك، فأنت تقدمين لروحك نعمة عظيمة أيضا كما تقدمينها له! في النهاية أنت لا تصادفين إلا نفسك، فالكون عادل و لا يعيد لك سوى صدى ما تصرخ به روحك. إذا قدمت لشريك حياتك الانتصار، فأنت المتوجة!
لا أحد يستطيع خذلانك أو هزيمتك إلا نفسك! لا تعلقي عليه أحلام طفولتك الضائعة فيخيب ظنك فيه، و تضمين بذلك شقاءك إلى شقائه فتشقيا معاً.. فالعمر قصير و الحب نور و ليس عزاء، والمسكين لم يعد بمقدوره صنع الأحلام وحده.
لا تسألينه أين الطريق.. انطلقي أمامه و احفري أنت الطريق بأظافرك، نقطة نقطة، لأجله! و لا تسألي كيف الخلاص.. كوني أنت خلاصه! إن كنت طويلة الأنفاس سيصبح هو صلب البدن، و إن كنت تملكين قوة الإرادة سيواصل هو السير!
لكن إذا أظهرت اليأس و ضعفت أمامه سيخسر هو، وخسارته تعني خسارتك أيضا.
“لا شيء يدمر روح الإنسان أكثر من الإستياء الذي يتأجج بداخله”.. و إذا تأجج الاستياء بداخلك سيتأجج فيه هو أيضاً! إذا كنتِ شاحبة الوجه…سيمرض هو! فأنت لست وحيدة مهما كنت تشعرين بالوحدة! نظراتك.. كلماتك.. أفعالك.. ردود أفعالك..نبرة صوتك.. كل شيء فيك يسافر فيه و يخلقه كل يوم! فاحسني خَلقه ولا تحاربي عقله بعقلك، بل باللطف أمام التوحش، بالحنان أمام القساوة، و باللين أمام الشدة.
إن كنت شغوفة و مجنونة بما فيه الكفاية، سيتسع عقله لجنونك لا محالة و قلبه لشغفك دون شك، ليصاب بعدواك رغماً عنه!
إن كنت باردة سيتجمد! وتجمدك أمامه يعني شلل عقله و ساقيه و ساعديه.. فامشِ أمامه مرفوعة الرأس ليمشي هو خلفك واثقا من نفسه!
فالكون يعشق الشغف! و الشغف يصطاد كل شيء جميل: الأفكار، الابداع، الابتكار، السعادة، الفرص، و فيض من الشغف أيضا.
تيارك يسري.. يسري فيه ويبقي فتيلة روحه مشتعلة.. فلا تنطفئي أمامه، فأنت سراجه الوهاج ولا تشعرين. لا تنطفئي، فالحب بعث وهو يتوق للبعث على يديك!
ارفع رأسك! أنت ولدت لتقفي!
وعندما يراك واقفة و ثابتة في وقفتك.. سيستقيم هو أيضا في وقفته! إن كنت مظلمة.. نهاره يصبح ليلاً! و عندما تشرقين كشعاع ذهبي.. ليله يصبح فجراً..
احفري هذا في روحك!
لقلبك السكينة و الطمأنينة أيتها الرائعة…
“الشتات” مصطلح أطلقه لأول مرة الدكتور Mohammed Cherkaoui على المغاربة المقيمين خارج الوطن.