تواصل الهيئة العربية للمسرح حضورها الفعال والداعم لجميع الفعاليات والأنشطة المسرحية التي يشهدها أبو الفنون بالدول العربية على أكثر من صعيد. وذلك في أفق الدفع بالمسرح في هذه الرقعة الجغرافية من العالم ،الى جعله أحد أهم الجسور الفنية والثقافية والإبداعية للتلاقي والتلاقح بين مختلف التجارب المسرحية العربية، ودعم كافة جهود الفرق والهيئات المشتغلة على هذا المثن الإبداعي الخلاق بالأقطار العربية، والعمل على إبراز أقوى أوجه مظاهره الفنية والإبداعية، وتشجيع المواهب والكفاءات المسرحية التي تزخر بها خشبات أبو الفنون الذي يسمو بكل تأكيد برسائله وأهدافه النبيلة في باب التوعية والتثقيف ورفع منسوب الوعي،وتهذيب الذوق الفني والإبداعي، والثقافي والأدبي داخل الشارع العربي.
وتكريسا لهذا المنحى تحضر الهيئة العربية للمسرح على سبيل الذكر لا الحصر،داعمة لمهرجان بنغازي المسرحي بليبيا، المنظم من طرف فرقة المسرح الشعبي والتي ستنطلق فعالياته في الفترة من 6 الى 12 اغسطس الجاري،في دورة اختير لها إسم “دورة الفنان فرج طيرة” ، من خلال دعمها وتأطيرها لثلاث ورشات بالمهرجان، تخص التدريب المسرحي، سيعمل على تأطيرها ثلاثة من المسرحين العرب، كل ورشة على حدة، وذلك بتكليف من الهيئة. حيث سيتم تأطير ورشة “السينوغرافيا في العرض المسرحي المفهوم والإشتغال”، الفنان العراقي د.علي السوداني. فيما سيسهر على تأطير ورشة”الدارماتورجيا” الكاتب التونسي بوكثير دومة، في حين سيتكلف الفنان التونسي عاصم بالتهامي بتأطير ورشة”التمثيل”.
كما سيسجل حضور الهيئة العربية للمسرح في فعاليات مهرجان بنغازي هذا، عبر تنظيم معرض لمنشوراتها من أجل تقريب المواطن الليبي بشكل عام، والفنان الليبي بشكل خاص، وتمكين الشارع الليبي من التعرف عن قرب على الأنشطة المسرحية والإبداعية والفكرية والثقافية والفنية والأدبية التي تزخر بها خزينة الهيئة العربية للمسرح .هذا ويمثل الأمين العام للهيئة إسماعيل عبد الله في هذا المهرجان المسرحي،الكاتب علي الفلاح بصفته عضو مجلس الأمناء الهيئة.
بالإضافة الى حضور الفنانة ريما الغصين في هذه الفعاليات المسرحية التي قال عنها أمين عام الهيئة العربية للمسرح بالمناسبة، أن حضور هذه الاخيرة مهرجان بنغازي المسرحي، يأتي في سياق تقدير واحترام أعضائها لكل الجهود النبيلة التي يبذلها المسرحيون الليبيون على اختلاف مشاربهم، لإعادة الحياة من جديد الى خشبة المسرح والقيام بأدواره الفنية، سيما في هذه الظروف التي يشكل فيها الفعل المسرحي الليبي مساحة أمل وفضاء عافية يتسع ليشمل كافة أرجاء الوطن، كي نشهد عودة قوية للمسرح الليبي في مشهدنا العربي.
الى ذلك وفي سياق آخر تسجل الهيئة العربية للمسرح كذلك حضورها الفعال والميداني في كل من جمهورية جيبوتي وجمهورية الصومال.وذلك من خلال تنظيمها لدورة تأهيل مسرحي بتعاون مع الوكالة الوطنية للنهوض بالثقافة في جيبوتي، وكذا المسرح الوطني الصومالي. حيث سيتم تأطير هذه الدورة من طرف الفنان والمخرج المغربي أمين ناسور، والسينوغرافي المغربي د. طارق الربح. وستستمر هذه الدورة التدريب للفريقين لكل من جيبوتي والصومالي الى غاية 14 أغسطس الحالي.وهي دورة تعتبر الاولى من نوعها بالقرن الإفريقي ،تسعى من ورائها الهيئة العربية للمسرح تأسيس فريقين مسرحيين أساسيين في هذين البلدين الشقيقين. وستكون المكتبة الوطنية في جيبوتي الحاضنة لفعاليات هذه الدورة التدريبية غير المسبوقة.إذ سيلتقي من خلالها 21 متدربا، عبر برنامج مكثف يشمل التدريب والإستفادة من أقوى مهارات التمثيل والإخراج وتصميم المنظر المسرحي الذي يكتنزه مسار الهيئة العربية للمسرح.
وفي السياق ذاته قال الأمين العام للهيئة إن هذه الاخيرة وبتوجه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، عضو المجلس الأعلى للإتحاد الإماراتي، حاكم الشارقة والرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، سارعت الى فتح قنوات التواصل مع الجهات المسرحية المعنية في كل من جيبوتي والصومال ،ووقعت اتفاقيتي تعاون تؤسسان لبرنامج استراتيجي لصالح تنمية المسرح في هذين البلدين،في أفق ربطه بكافة روافد المسرح العربي ، وجعله أحد أرقام معادلته الفنية والإبداعية والثقافية بالقدر الذي يساهم في إغناء وإثراء التجربة المسرحية العربية المجسورة بالتنوع الإبداعي والأدبي الثقافي الجميل والمميز.