تستعد مدينتا الرباط وسلا، ابتداء من مساء اليوم الجمعة، لاحتضان لقاءات استثنائية بين الجمهور وفنانين بارزين، في إطار الدورة الـ19 لمهرجان موازين- إيقاعات العالم، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وانطلق أمس الخميس حفلا غنائيا للفنانة اللبنانية هبة طوجي بالمسرح الوطني محمد الخامس، وتتواصل فعاليات المهرجات بأمسيات فنية ستعيش خلالها المدينتان، إلى غاية 29 يونيو الجاري، على إيقاع هذا الحدث الموسيقي الراسخ في الأجندة الثقافية الدولية.
ويعود المهرجان، الذي تنظمه جمعية مغرب الثقافات، بعد غياب أربع سنوات بسبب جائحة “كوفيد”، ليسعد عشاق الموسيقى الذين ينتظرون بفارغ الصبر هذه العودة الكبيرة ببرنامج حافل، تحت شعار “التنوع والاحتفال”.
وتعكس الحفلات الموسيقية المبرمجة خلال الأمسية الافتتاحية، والتي تتزامن مع عيد الموسيقى الذي يتم الاحتفال به في 21 يونيو في جميع أنحاء العالم، البرنامج الواعد الذي يتميز على الخصوص بالعودة المرتقبة لكارول سماحة، التي ستضيء سماء المهرجان مرة أخرى بأغانيها الرومانسية الشهيرة التي يعشقها جمهور موازين.
وسيمهد الحفل الموسيقي للفنانة اللبنانية الشهيرة لأمسية بهيجة مفتاحها التنوع، مما سيعطي لمحة مسبقة عن الأجواء التي ستسود على مدى تسعة أيام على مختلف منصات موازين.
وفي ريبيرتوار الأغنية الشرقية، تضرب النجمة المصرية أنغام موعدا مع جمهورها على مسرح النهضة، فيما سيكون عشاق الراب مع النجم التونسي بلطي الذي يلتقي جمهوره لأول مرة بموازين.
وستختتم نجمة البوب كايلي مينوغ برنامج الافتتاح على منصة السويسي المخصصة للأغاني العالمية، والتي سيتم تسليط الضوء عليها أيضا على مسرح أبي رقراق مع ديبي بي.
وعلى غرار الدورات السابقة، يقترح مهرجان موازين 2024 برنامجا غنيا يجمع بين كبار نجوم العالم والعرب، مما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاءات استثنائية بين الجمهور وأبرز الفنانين.
وفي مبادرة فريدة من نوعها، يعيد المهرجان هذه السنة إحياء أغاني كوكب الشرق أم كلثوم في حفل بتقنية ال”هولوغرام” يوم 23 يونيو على مسرح محمد الخامس بالرباط، تليه أمسية غنائية ثانية يوم 25 يونيو.
وأوضحت جمعية “مغرب الثقافات”، في بلاغ صحفي، أنه منذ الإعلان عن العرض الأول المقرر تنظيمه يوم 23 يونيو الجاري، انتاب الجمهور المغربي حماس كبير، مشيرة إلى أن تذاكر هذا الحدث الموسيقي الفريد من نوعه نفذت في وقت قياسي، قبل 34 يوما من موعد العرض، مما يؤكد ترقب عشاق الموسيقى وحنينهم إلى العصر الذهبي للأغنية العربية.
وينتظر عشاق الموسيقى الشرقية لحظات قوية أخرى، حيث سيسعدون بلقاء أسماء بارزة من هذا الريبيرتوار أمثال المغنية المغربية سميرة سعيد، والنجمة اللبنانية نجوى كرم ومواطنتها نوال الزغبي، والمغنية الإماراتية من أصل يمني بلقيس، أو المطربين اللبنانيين المشهورين رامي عياش ومروان خوري.
أما بالنسبة للنجوم العالميين، فتضم القائمة، على الخصوص، المغني الأمريكي غريغوري بورتر، ونجم موسيقى “الإلكترو” البريطاني كالفين هاريس، والمنتج ومنسق الموسيقى (دي جي) الأمريكي الشهير مارك كينتشن، وفرقة “ATEEZ” الكورية الجنوبية.
وتحظى الأغنية المغربية أيضا بنصيبها في برمجة المهرجان، حيث يرتقب أن يحيي الفنانون نجاة اعتابو، ومسلم، وسعيد مسكر، وعبد العزيز ستاتي، وحميد القصري وغيرهم سهرات فنية ستبقى خالدة في ذاكرة عشاق فن الشعبي والراب وكناوة.
وبذلك، يواصل مهرجان موازين، الذي يعد “تظاهرة متميزة للاكتشاف والتقاسم”، استقطاب نجوم عرب وأفارقة ودوليين بارزين، إلى جانب أفضل الفنانين بالساحة الموسيقية المغربية، بحسب المنظمين الذين يؤكدون أن مهرجان موازين يمثل “نقطة انطلاق رئيسية للموسيقيين والمغنين المغاربة، وخاصة الأجيال الشابة”.
وفي هذا الصدد، قال رئيس جمعية مغرب الثقافات والمهرجان، عبد السلام أحيزون، إن هذا الحدث الذي يستعد للاحتفال بدورته التاسعة عشرة، قطع شوطا طويلا منذ تأسيسه سنة 2001، مشيرا إلى أنه من أبرز نجاحات هذه التظاهرة الفنية ” التزام المهرجان بجعل الثقافة في متناول الجميع، ومساهمته في تطوير صناعة الترفيه الوطنية”.
وأضاف في كلمة نُشرت على الموقع الرسمي للمهرجان، أنه في كل عام، يستمتع أكثر من 2,5 مليون زائر للمهرجان، 90 في المائة منهم بشكل مجاني، بتسعة أيام من البرامج الفنية من الدرجة الأولى، تبث في جميع أنحاء العالم ويشاهدها عشرات الملايين من المشاهدين.
كما أبرز أن مهرجان موازين – إيقاعات العالم “لا يمكن فقط من عرض المشهد الوطني على الواجهة العالمية، وإنما يعكس أيضا ثراء ثقافات العالم”.
وخلص السيد أحيزون إلى أن ” نقل قيم التنوع والتقاسم والتسامح يمثل إنجازا كبيرا لمهرجان موازين- إيقاعات العالم”.