سناء أرحال/ نيويورك
أفاد البروفيسور سادات آيدن، أخصائي جراحة الأذن والأنف والحنجرة والفم والوجه والفكين بتركيا، في حواره مع “وان بريس” أنه يستحسن إجراء العملية التجميلية للأنف، في السن الذي يكون فيه الغضروف والعظام قد اكتمل نموها تماما، بالإضافة إلى بلوغ مرحلة الوعي والنضج الفكري والعاطفي والنفسي للشخص، حتى يكون تجاوبه مع تغيير شكله مسؤولا، كما أكد أن الجراح عليه أن يمنح الوقت بسخاء للمريض دون قيود زمنية أثناء الجراحة، ليضمن سعادة المريض مدى الحياة.
ما هي الدوافع الأساسية التي تقود البعض إلى إجراء عملية تجميل الأنف؟
هناك دوافع كثيرة تحفز البعض إلى هذا النوع من العمليات، لكن الأكثر شيوعا تعود إلى المشاكل الصحية في الأنف أو التشوهات الخلقية، قد يتعلق السبب بانحراف الغضروف الذي يتوسط الأنف الداخلي، فيتعذر معه التنفس بشكل طبيعي، كما يصعب على الشخص النوم براحة مع شخير مفرط وفمه مفتوح، وهناك أيضا بروز الأنف بشكل كبير لا يروق صاحبه، فيختار هذه العملية لتحسين شكله بما يتوافق مع ملامحه، ناهيك عن شكل الأنف الذي تكون به فتحات عريضة جدا أو أخرى ضيقة للغاية، إلى جانب مشاكل مثل المظهر غير المتماثل وتدلي الأنف، وكذا التشوهات التي تطال الأنف نتيجة عمليات جراحية فاشلة سابقة.
بأي عمر يناسب الشخص إجراء عملية تجميل للأنف؟
يستحسن إجراء العملية التجميلية للأنف، في السن الذي يكون فيه الغضروف والعظام قد اكتمل نموها تماما، بالإضافة إلى بلوغ مرحلة الوعي والنضج الفكري والعاطفي والنفسي للشخص، حتى يكون تجاوبه مع تغيير شكله مسؤولا، لكن يعتبر الحد العمري المناسب من 16 إلى 17 سنة للفتيات، ومن 17 إلى 18 سنة للأولاد، مع التأكيد أن اعتماد العملية قبل اكتمال نمو العظام قد يؤدي إلى تشوه مرة أخرى واستمرار تطوره.
ما هي أفضل فترة خلال السنة للجوء إلى عملية تجميل الأنف؟
يبقى تحديد موعد عملية تجميل الأنف مقرونا برغبة الشخص طيلة السنة، لكن الطبيب قد يتدخل أحيانا بالإرشاد للتوقيت الملائم، حسب الحالة التي يكون عليها الشخص، فالبعض قد يضره موسم الصيف، حيث يكون المناخ حارا جدا، فيؤثر ذلك سلبا على شفاء الأنسجة في فترة ما بعد الجراحة، في حين قد يتعرض البعض الآخر إلى تبعات سلبية في موسم الشتاء والربيع، نتيجة ظهور التهابات الجهاز التنفسي، وحساسية مفرطة، لهذا يأخذ الطبيب بعين الاعتبار كل هذه الظروف، حتى تكون العملية ناجحة ومرضية للشخص.
هل هناك أنواع لعملية تجميل الأنف؟
هناك عمليات تجميل أنف مفتوحة وعملية تجميل أنف مغلقة، حسب طريقة الشق، فالمفتوحة تحدث عبر شقوق من الخارج، بينما في عملية تجميل الأنف المغلقة، تجري الجراحة مع إحداث شقوق داخل الأنف.
من جهة أخرى، هناك عمليات تصنف على أنها عمليات تجميل أنف أولية، وأخرى ثانوية (المراجعة)، ويقصد بالأولية تلك التي جرت لأول مرة، في حين يقصد بالثانوية تلك العملية التي تراجع فيها العملية الأولى من أجل التصحيح بعد نتيجة لم تكن مرضية في العملية الأولى.
كما أن هناك تقنيات تُعرف باسم “رأب الحاجز الأنفي”، حيث يتم تصحيح انحراف الحاجز الأنفي وتصحيح تشوه الأنف في وقت واحد، ويستخدم رأب الأنف لوصف العملية التي يتم إجراؤها على طرف الأنف.
ما هي المدة التي تستغرقها عملية تجميل الأنف؟
تستغرق عملية تجميل الأنف ما بين 1 إلى 3 ساعات، اعتمادا على التقنية التي يستخدمها الجراح وكذا التشوه الحاصل في أنف الشخص، غير أن مهنية الطبيب وضميره، اعتمادا على مدى التشوه في أنف الشخص، تلزم إجراء جميع التصحيحات اللازمة للمريض بدلا من التركيز على المدة، حيث يجب على الجراح أن يمنح الوقت بسخاء للمريض دون قيود زمنية، ليضمن سعادة المريض مدى الحياة.
كم يمكث الشخص في المستشفى بعد إجرائه للعملية؟
يستحسن بقاء المريض ليلة واحدة على الأقل بعد الجراحة، تحسبا لأي طارئ، وإن كان الكثير من الأشخاص يغادرون المستشفى في نفس اليوم الذي أجروا فيه العملية، بعد قضائهم ما بين 4 إلى 6 ساعات.
وعند تعرض البعض إلى نزيف شديد، يكون من الضروري للمريض البقاء في المستشفى ما بين يومين إلى ثلاثة أيام، حتى يستعيد وضعه الطبيعي ويتجاوز مرحلة الحرج، غير أن النزيف نادرا ما قد يصيب الأشخاص بعد جراحة الأنف.
ما هي المدة التي يحتاجها الشخص للتعافي بعد العملية؟
غالبا ما يوصي الأطباء بالتزام المنزل لمدة تتراوح ما بين 5 و7 أيام بعد الجراحة، وتبقى عودة الشخص إلى عمله رهينة بطبيعته، فالعمل الذي لا يتطلب مجهودا كبيرا يسمح له بأن يغادر منزله بعد أسبوع واحد فقط.
وفي حالات أخرى يتطلب من الشخص البقاء في المنزل ما بين 10 و15 يوما، كما أن هناك حالات تحتاج ما بين 3 و4 أسابيع حتى تتماثل للشفاء من التورمات والكدمات على الوجه.
هل هناك أضرار محتملة بعد عملية تجميل الأنف؟
قد يعاني بعض الأشخاص من بنية غضروفية ضعيفة في جناح الأنف، ما يعني احتمال تعرضه لانهيار في طرف الأنف وظهره في المستقبل، إذ أن المشكلة الأكثر أهمية هي إعادة بناء هيكل العظام والغضاريف أثناء عملية تجميل الأنف.
كما أن الجراح أحيانا قد يستهلك كمية كبيرة من الغضروف بقصد أو غير علم، في هذه الحالة سيصاب الشخص بمشكلة التنفس، والتي تسمى “قصور وجع الأنف”، لهذا تؤخذ بعين الاعتبار وظيفة الأنف وجراحة تجميل الأنف معا عند إجراء الجراحة، وفي مقابل ذلك سيحصل الشخص على أنف جميل الشكل لكن بوظيفة تنفسية ضعيفة، ليتابع معظم الأشخاص حياتهم يتحملون صعوبة التنفس من أجل الظهور بأنف مرتب الشكل وجميل المظهر.
كم من الوقت يبقى الشريط على الأنف عند إجراء العملية؟
يوضع شريط لتثبيت شكل الأنف أثناء الجراحة، وبعد 7 أيام، يتم إزالته بعناية وحذر شديد، ليجري تقييم الشكل الجديد للأنف، وبعد 14 يوما يتم إزالة جميع الأشرطة، لكن يجب التنبيه إلى أن عملية الإزالة يجب أن تكون دقيقة للغاية تجنبا لأي ضرر قد يلحق بالأنف، حيث يكون عرضة لنزيف تحت الجلد، ما قد يؤدي إلى تشوه الأنف في المستقبل.
متى يمكن ممارسة الرياضة بعد عملية تجميل الأنف؟
يمكن للشخص بدء تمارينه الرياضية مثل اليوجا بعد 10 أيام من الجراحة، ولكن يوصي الأطباء بالانتظار لمدة شهر واحد، للتمارين غير الثقيلة مثل الركض الخفيف والبيلاتس.
هل من المناسب وضع الكمادات الباردة أو الساخنة بعد عملية تجميل الأنف؟
لا ينصح باعتماد الكمادات الساخنة، لكن يوصى بوضع كمادات ثلجية متقطعة على خد وعين المريض لمدة 3 أيام بعد الجراحة، وهذا سيمنع التورم والكدمات.
ما الذي يمكن فعله إذا كان الشخص غير راض عن نتيجة العملية؟
يمكن إجراء جراحة المراجعة أو التصحيح في أقرب وقت أي 6 أشهر بعد العملية.
متى يمكن للشخص رؤية النتائج النهائية لعملية تجميل الأنف؟
بعد حوالي 6 إلى 9 أشهر، يأخذ الأنف شكله النهائي بنسبة 80 في المائة، ومع ذلك، هناك بعض الأشخاص ذوي الجلد السميك، تستغرق عندهم هذه الفترة ما بين 12 إلى 18 شهرا.
هل هناك أمراض معينة تمنع الشخص من الخضوع لعملية تجميل الأنف؟
بصفة عامة، فعملية تجميل الأنف أو أي عمليات تجميلية أخرى، لا يتم إجراؤها على الأشخاص الذين يعانون “اضطرابات تشوه الجسم”، كما هناك بعض الحالات الصحية التي تحول دون إجراء عملية تجميل الأنف، مثل حالة التهاب الأنف والجيوب الأنفية، والأشخاص المعرضون للنزيف، وأولئك الذين يعانون من انخفاض مستويات الدم.
لهذا تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لتفادي المخاطر المحتملة في عملية تجميل الأنف، في سياق الحالات الصحية غير المشجعة على ذلك.
هل هناك عمليات أخرى يمكن أن تصاحب عملية تجميل الأنف في نفس الوقت؟
من الملائم تصحيح انحراف غضروف الحاجز في منتصف الأنف بالجراحة في نفس الوقت الذي تتم فيه عملية تجميل الأنف لأنها تجري في الغالب من نفس خط الشق، كما أن هناك عمليات جراحية ترافق عملية تجميل الأنف، كجراحة الجفن العلوي، وشد منتصف الوجه، وشفط الدهون للدقن المزدوج ورفع الحاجبين، ولا بد من الإشارة إلى أن التعافي من التورم والكدمات قد يصرف وقتا أطول مما قد تستغرقه عملية تجميل الأنف وحدها.
ما هي الاحتياطات التي يجب على الشخص اتخاذها بعد العملية؟
تسلم للمريض بعد إجراءه للعملية، استمارة توصيات ما بعد الجراحة، للحصول على نتيجة جيدة، ومن بين هذه التوصيات، تجنب التعرض لدرجة حرارة مرتفعة، مثل حمامات الشمس والساونا، ومقصورة التشمس الاصطناعي، على الأقل خلال الثلاثة الأشهر الأولى.
كما يوصى بترطيب الأنف من الداخل بعد الجراحة والغسل بكمية كبيرة من ماء البحر لمنع التقشر، إلى جانب تفادي النوم على الوجه، (ينصح باستخدام وسائد السفر)، كما ينصح بالتدليك 10 مرات يوميًا لمدة 1-2 دقيقة لمدة ثلاثة أشهر.
قد يعاني الشخص من كدمات تحت العين لمدة أسبوع إلى أسبوعين، لهذا يجب ألا يتعرض لأشعة الشمس خلال هذه الفترة، فالتورم الكبير يقل بنسبة 50 في المائة، نهاية الشهر الأول، وبنسبة 80 في المائة في الشهر السادس، ليعود للوضع الطبيعي، لكن هناك بعض الأشخاص قد يحتاجون لسنة كاملة باعتبار أن جلد الأنف السميك يحتاج وقتا أطول للتعافي.