اعتبارا للظرفية الصعبة التي بات يعيشها قطاع أرباب ومسيري قاعات الحفلات، نتيجة العشوائية والفوضى التي تتهدد قطاعا حيويا داخل بنية المجتمع المغربي، من طرف متطفلين على الميدان اختاروا تحويل فيلات سكنية إلى قاعات للأفراح دون إعمال للمساطر القانونية ومعايير السلامة الضرورية، فإن الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات، يطلق صرخة نداء واستغاثة موجهة للسلطات العمومية، من أجل وضع حد للعشوائية التي تهدد بالإجهاز على قطاع مازال لم يتعافى بعد من تداعيات جائحة كورونا.
وفي هذا الصدد كان لا بد من فضح الوضع الذي لم يعد يُحتمل، خاصة بعد المشاكل الكبيرة التي تسبب فيها مستثمرون في فيلات سكنية تحولت بقدرة قادر إلى فضاءات للكراء لاحتضان الحفلات والأعراس ومختلف المناسبات وفي جميع أيام الأسبوع ومختلف الأوقات التي تستمر إلى ساعات متأخرة من الصباح، وما يعنيه ذلك من إزعاج وإقلاق لراحة الجيران، دون مراعاة لظروف عمل السكان ولا وضعيتهم الصحية خاصة لدى كبار السن والمرضى.
وفي هذا الصدد لا يفوت الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات، كشف اللثام عن المشاكل المرتبطة بسلوكات متطفلين على الميدان، والتي تتمثل في تفريخ ظاهرة الفيلات العشوائية، بعدد من المدن والأقاليم دون توفرها على المرافق الصحية اللازمة الموضوعة رهن إشارة الزوار والزبناء.
وفي ظل تنامي هذا النوع من الأنشطة غير القانونية التي تضرب أخلاقيات المهنة التي تولي مصلحة مختلف أفراد المجتمع عرض الحائط، يهيب الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات، بالسلطات المحلية والجهات المختصة بمختلف أنحاء المملكة من أجل التحرك العاجل، لوضع حد لممارسات هذه الفئة التي تساهم في تفريخ ظاهرة الفيلات العشوائية، كما هو الشأن لمجهودات السلطات في عدد من المدن التي تفاعلت مع شكايات السكان المتضررين وكذا المهنيين الذين أصبحوا ضحية تشويه لسمعة قطاع يعتمد استثمرا ضخمة ويشكل مورد رزق العشرات من العائلات والأفراد ومساهما في عجلة التنمية.
ولأن وضعية المهنيين ضحايا المتطفلين على الميدان الذين تسببوا في مشاكل بالجملة من بينها النصب والاحتيال وإثارة الإزعاج للأسر القاطنة بالأحياء السكنية، فإن الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات، شرع في وضع عناوين مجموعة من الفيلات السكنية المعدة للكراء الغير قانوني من أجل الحفلات والأعراس رهن إشارة السلطات المحلية، من أجل منع الأنشطة العشوائية داخل هذه المنشآت ووضع عقوبات ضد المخالفين، بحيث ستحل السلطات بعناوين هذه الفيلات السكنية لمحاصرة ومنع مثل هذه الأنشطة غير المرخصة التي أضرت بمداخيل المستثمرين القانونيين الملتزمين بأداء التزاماتهم الضريبية وجميع الحقوق المكفولة لفائدة المستخدمين، وكذا التداعيات الخطيرة التي تؤثر سلبا على قيمة الموروث الشعبي المغربي في ظل سوء جودة الخدمات المقدمة من طرف أصحاب الڤيلات العشوائية.
ولأجل حماية القطاع من المتطفلين الساعين لتحقيق الأرباح على حساب الجودة وحقوق أفراد المجتمع ومصلحة الزبون، قرر مكتب الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات، سن ميثاق شرف سيتم اعتماده وسط كافة أصحاب ومسيري قاعات الحفلات، حيث سيكون هذا الميثاق أداة لتطوير منهجية العمل الاحترافي ويحصن المهنة من الدخلاء والعابثين بالقانون وحقوق المواطنين والزبناء على حد سواء، ومن ضمنه الالتزام بقرار السلطات المحلية الذي يمنع استعمال الشهب الاصطناعية داخل وبمحيط القاعة، أو تناول المشروبات الكحولية داخل القاعة أو إطلاق منبهات السيارات أمام مدخل القاعة…
وفي الختام لا يسع الاتحاد المغربي لأرباب ومسيري قاعات الحفلات، سوى الإشادة بتفاعل السلطات المحلية مع جهود تنظيم القطاع ومحاربة العشوائية، والوعي بالمصلحة العامة الذي أبان عنه السكان المتضررين بانخراطهم في تقديم شكايات ضد كل من سولت له نفسه العبث بالقانون.
“وقل اعملوا فسيرى اللّه عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم