وجّه مائة خبير في علم التبغ والنيكوتين رسالة إلى صناع سياسات مكافحة مخاطر التدخين في العالم حول تشجيع المجتمعات على اتباع سياسات مبتكرة للحد من الاضرار الناجمة عن التدخين.
وكانت نتائج الأبحاث الاخيرة في علم التبغ والنيكوتين قد أكدت على أهمية طرح العديد من المنتجات البديلة والتي تعتمد على تسخين مادة التبغ وتشمل نسبة منخفضة من مادة النيتروزامين، مثل مادة snus، في حين ان بقية السجائر ومنتجات التبغ العادية تشكل خطرا كبيرا على صحة الافراد وهي المتسبب الرئيسي في ارتفاع نسبة الوفيات.
ويُجمع المختصون اليوم على أن استخدام منتجات التبغ البديل يساعد على الاقلاع تدريجيا عن التدخين وذلك من خلال سياسة تسخين مادة التبغ التي تتبعها هذه المنتجات وبذلك تقع المحافظة على صحة الافراد والمجتمعات. ويعتبرون أيضا أنه غالبا ما تساعد السجائر الإلكترونية المحتوية على مادة النيكوتين المدخنين على الإقلاع عن التدخين لمدة ستة أشهر على الأقل، كما أنها تؤثر بشكل أفضل وأسرع من بدائل النيكوتين ومن السجائر الإلكترونية الخالية من النيكوتين. وأشاروا إلى ما أبداه صناع السياسة من قلق بشأن زيادة استخدام السجائر الإلكترونية من قبل الشباب وخاصة في الولايات المتحدة الا ان نتائج الابحاث والدراسات المجراة على هذه الفئة تبدو مطمئنة الى حد كبير، حيث ان السجائر الالكترونية ساهمت في التقليل من نسبة المدخنين.
ويتحدث أصحاب الرسالة عما تُحقّقه سياسة الحد من أضرار التدخين والانتقال الى استخدام الطرق البديلة من تنمية مستدامة نتيجة تقليص نسبة الوفيات المبكرة الناجمة عن الامراض المرتبطة بالتدخين. كما أشاروا إلى ما أكدته الابحاث العلمية من دعم لمنتجات التبغ المسخن باعتبارها بديلا فعالا للسجائر العادية، حيث تنصح بها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية واصفة إياها بالمنتجات المناسبة لحماية الصحة العامة.
وأكدوا انه على صناع السياسات مراعاة التأثير المحتمل لحظر بدائل التبغ منخفضة المخاطر والتمسك بتوفير بدائل أكثر أمانًا للفئة المدخنة في المجتمعات العربية والغربية.
كما أشاروا إلى أن التدخين يعتبر مسؤولا عن نسبة مرتفعة من الوفيات وهو ما دفع بعلماء التبغ الى تكثيف ابحاثهم حول اتباع طرق بديلة للحد من الاضرار والتوصل إلى ان منتجات التبغ المسخن تمثّل الوسيلة الأنجع لمئات الملايين من الأشخاص الذين يكافحون للإقلاع عن التدخين.
وفي الختام أوصى خبراء التبغ والنيكوتين بضرورة اتباع سياسة مبتكرة من قبل المشرفين على سياسات الصحة العامة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مجال الصحة وذلك بالتشجيع على الانتقال الى الوسيلة الأكثر حفاظا على الصحة العامة أبرزها مكافحة التدخين عبر المنتجات الأقل ضررا والأكثر حفاظا على الصحة. كما أوصوا بأهمية الإعلان عن نتائج الأبحاث والدراسات التي أجريت في هذا المجال ومكافحة المغالطات حولها والمغالطات حول الطرق البديلة للتدخين.
ويأمل هؤلاء في أن تتقارب المجتمعات لتحقيق هدف مشترك وهو تقليل العبء العالمي للأمراض المرتبطة بالتدخين وتحقيق التنمية المستدامة.