تخطت البرازيل يوم الجمعة الماضي عتبة المليون إصابة بفيروس كورونا المستجد، في مؤشر على تواصل تفشي الوباء في العالم الذي دخل “مرحلة خطيرة” مع بدء الدول رفع إجراءات العزل، وفق ما أكدت منظمة الصحة العالمية.
وقبل البرازيل، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تجاوزت عتبة المليون إصابة. وستتخطى البرازيل، الدولة العملاقة في أمريكا اللاتينية، على الأرجح عتبة الخمسين ألف وفاة بعد أن بلغ عدد الوفيات بالفيروس على أراضيها 48954 الجمعة، ما جعلها ثاني دول العالم الأكثر تضررا جراء كوفيد-19 من حيث عدد الوفيات.
وفي حين تباطأ تفشي الفيروس في أوروبا حيث يتواصل رفع اجراءات العزل، يستمر الوباء في الانتشار بلا هوادة في أمريكا اللاتينية.
وأعلنت الحكومة المكسيكية أن حصيلة وفيات الوباء في البلاد تجاوزت الجمعة عتبة العشرين ألفا، مشيرة أيضا إلى تسجيل أكثر من خمسة آلاف إصابة جديدة بالفيروس في يوم واحد.
وتزامنا مع ذلك، أرجأت سلطات مكسيكو لمدة أسبوع استئناف الأنشطة الاقتصادية في العاصمة الذي كان مقرر ا في الأصل يوم الإثنين، وذلك في محاولة لتقليل عدد الإصابات بالفيروس وعدد الأشخاص الذين يتم نقلهم إلى المستشفيات.
سجلت كولومبيا من جهتها الجمعة عدد وفيات قياسي، 95 وفاة في يوم واحد، متجاوزة عتبة الألفي وفاة منذ بداية تفشي الوباء.
ولا يزال الوباء يتفشى في أجزاء أخرى من العالم. وسجل المغرب 539 إصابة جديدة بالمرض في أعلى حصيلة يومية منذ الإعلان عن أول إصابة في المملكة مطلع مارس.
إلا أن ذلك لم يمنع الحكومة المغربية من الإعلان الجمعة عن تخفيف جديد للقيود السارية منذ منتصف مارس.
وهذا ما يثير قلق منظمة الصحة العالمية التي حذ رت الجمعة من أن العالم دخل “مرحلة خطيرة”.
وأعلن مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن “الفيروس يواصل التفشي سريعا، ويبقى مميتا، ولا يزال غالبية الناس عرضة له”، مشيرا إلى أن المنظمة أحصت الخميس أكثر من 150 ألف إصابة جديدة في العالم وهو العدد الأعلى للإصابات خلال يوم واحد منذ بدء تفشي الوباء.
وأودى الوباء بحياة 456 ألف شخص (بالإضافة إلى أكثر من 8,5 مليون إصابة) في العالم حتى الجمعة، وفق أعداد رسمية جمعتها فرانس برس، لكن الخبراء يعتبرون أنها أقل بكثير من الأعداد في الواقع.
وقال غيبريسوس “الكثير من الناس بالتأكيد تعبوا من البقاء في بيوتهم. الدول ترغب في إعادة فتح مجتمعاتها واقتصاداتها”. لكنه حذ ر من أن إنهاء اجراءات العزل أو القيود “أدخل العالم مرحلة جديدة وخطيرة”.
أوروبا وهي في خضم مرحلة رفع تدابير العزل، معنية بشكل خاص بهذا التصريح. فقد دعت السلطات الصحية الإيطالية الجمعة إلى التحلي بـ”الحذر” بعد أن سجلت الأسبوع الماضي “إشارات إنذار مرتبطة بعدوى” كوفيد-19 خصوصا في روما مشيرة إلى أن معد ل “انتقال الفيروس لا يزال مرتفعا “.
من جهتها، أعلنت الحكومة الفرنسية ليل الجمعة السبت إعادة فتح دور السينما والكازينوهات اعتبارا من الاثنين، مضيفة أن الملاعب الرياضية ستستقبل من جديد الجمهور اعتبارا من 11 يوليوز لكن بعدد محدود لا يتجاوز الخمسة آلاف شخص.
وأضافت الحكومة الفرنسية أنه يمكن اتخاذ قرار إعادة فتح الملاهي الليلية والمعارض واستئناف رحلات السفن السياحية العالمية “اعتبارا من شتنبر إذا واصل الوباء تراجعه.
وهذه ليست الحال في أوكرانيا حيث ينبغي إعادة فرض تدابير عزل أكثر صرامة في جزء من البلاد إذ إن تفشي الوباء يتسارع منذ رفعت الكثير من القيود في 11 أيار/مايو.
وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية الخطيرة الناجمة عن تفشي الوباء، عقد قادة الاتحاد الأوروبي الجمعة اجتماعا عبر الفيديو، لكن لم يتخذ أي قرار خلاله. إلا أنهم اتفقوا على اللقاء في منتصف يوليوز في بروكسل لعقد اجتماع مباشر من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن خطة إنعاش اقتصادي هائلة.
وسيشكل الاتفاق بشأن خطة الإنعاش بقيمة 750 مليار يورو المخصصة لإخراج القارة العجوز من ركود تاريخي، مرحلة مهمة في البناء الأوروبي، لأن هذا المبلغ سيكون للمرة الأولى مقترض باسم الاتحاد الأوروبي في الأسواق، ما يكسر الصمت الذي يخيم بشأن موضوع دين أوروبي مشترك.