مر النحات الشهير، صحبي الشتيوي، في الفترة الأخيرة بأوقات عصيبة، بعد إصابة خطيرة استدعت إجراءه لعملية جراحية، استغرقت ساعات، ما استدعى مكوثه في عيادة خاصة بالدار البيضاء، لعدة أسابيع.
صحبي الشتيوي، تونسي الأصل مغربي الوجدان، هذا الفنان الاستثنائي، اختار الاستقرار في المغرب مع زوجته المغربية، في الوقت الذي كان يكتب فيه حياته المهنية كنحات رئيسي بأحرف من ذهب.
وعوض تكريمه والاعتراف بإنجازاته، يعاني صحبي الشتيوي التجاهل من جميع الأشخاص الذين احتاجوا ذات يوم إلى فنه، الذي كرس له النحاث الشهير كل وقته وصحته وأمواله مقابل لا شيء.
وفي الوقت الذي رفض فيه الفنان التونسي العديد من الدعوات للإستقرار في بلدان أخرى، وفضل البقاء في المغرب، البلد الذي يعتز به كثيرا، كان يأمل أن يتلقى في وضعه الحالي القليل من الدعم و التقدير.
صحبي الشتيوي، فنان ملتزم للغاية لم يدع أي حدث في السابق يمر دون أن يستحضره بمنحوتاته التعبيرية، كما يعتبر عمله في المسيرة الخضراء أحد أكبر الأمثلة تنويرًا، ويمثل قلم “البرونز” الذي يكتب به التاريخ ويخلده إلى الأبد.
أعطى صحبي الشتيوي للنحت بعدًا آخر من خلال مواضيع الشؤون الجارية المؤثرة والمواضيع الاجتماعية المعاشة، كما كافح لفرض فنه الذي لم يكن موضع ترحيب.
المعارض التي قدمها للجمهور المغربي بدون مقابل وبدون تشجيع و دعم من السلطات آخرهم معرض الهزيمة بمناسبه افتتاح ساحت محمد الخامس وما تعرضت له المنحوتات البرونزية من تشويه وتحطيم وعدم اكتراث المسوءلين لم تعرض له من خسائر معنوية وماديه وفي كل مره يجد نفسه وحيدا وهذا لم يزده الا حبا للشعب المغربي بجميع طبقاته, حتي ان المرحوم الطيب الصديقي عملاق المسرح سماه ب فنان الشعب
رحلة عبقري من البرونز:
استقر الشتيوي في المغرب لأكثر من 35 عامًا، ويمتلك موهبة هائلة وعبقرية إبداعية، تكرم الفن المغربي في نقائه وتنوعه وعفويته وأصالته. ويحق أن يُنظر إليه حاليًا، على أنه أحد أفضل النحاتين وأكثرهم تأثيرًا في العالم العربي وعلى الساحة الدولية، الأمر الذي أكسبه إعجاب واحترام الجميع. وتمكن كفنان معاصر، من إعادة اكتشاف أسرار وفضائل البرونز وإعادة اكتشافها.