افتتح سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم الأربعاء فعاليات الدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، المقام تحت شعار “نتحدث كتبا”، في الفترة من 1 إلى 12 نونبر الجاري، في مركز إكسبو الشارقة.
وأكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال كلمة ألقاها في حفل افتتاح المعرض أن اللغة العربية هي اللغة الأصل لكافة لغات العالم، لأنها لغة سيدنا آدم عليه السلام التي اختصه بها الله سبحانه وتعالى، وأن هناك أمور غير صحيحة تاريخيا في دراسة اللغات واللسانيات في العالم يجب أن يتم تصحيحها، وهو ما سيشتمل عليه (قاموس لغات العالم) الذي سيصدر لاحقا، ضمن جهوده وبحوثه العلمية في تاريخ اللغة العربية لحمايتها ونشرها، متناولا أهمية المعجم التاريخي للغة العربية.
وتحدث حاكم الشارقة عن أبرز ما جاء في المعجم التاريخي للغة العربية، قائلا، “أطلق عليه اسم “المعجم التاريخي للغة العربية”، وهو متعة للقارئ ويعرض تاريخ هذه اللغة منذ بداياتها، حيث تمر بك الأحداث والوصف في كل شيء، في الشعر، والأدب وغيرها. وهذا المعجم لا يكشف فقط عن الكلمة ومعناها وإنما يقدم وصفا شاملا”.
ولفت الشيخ سلطان القاسمي إلى الجهد الكبير الذي يبذل لتنفيذ المعجم التاريخي مستعرضا مقارنة حول القاموس اللغوي لمملكة السويد الذي عمل عليه 137 شخص لمدة 140 سنة وكان نتاجه 39 مجلد و33 ألف صفحة، بينما المعجم التاريخي للغة العربية يعمل عليه 500 من العلماء والمدققين والمحررين وعلى مدى 6 سنوات سينهون 110 مجلدا عدد صفحاته 81 ألف صفحة.
وكرم الشيخ سلطان القاسمي ، خلال حفل الافتتاح نفسه، الكاتب والروائي الليبي إبراهيم الكوني، شخصية العام الثقافية لهذه الدورة، كما كرم الفائزين بـ “جائزة الشارقة للترجمة” (ترجمان) في دورتها السابعة، والتي تمنحها “هيئة الشارقة للكتاب” للإصدارات المترجمة من اللغة العربية إلى أي لغة أخرى، إذ نالت الجائزة دار النشر السويسرية (Unionsverlag) عن ترجمة رواية “طوق الحمام” للكاتبة رجاء عالم، كما توجت دار النشر المغربية (المركز الثقافي العربي) عن طبعتها العربية الأولى لهذا المؤلف.
ووقع حاكم الشارقة، النسخ الأولى من الأجزاء الجديدة للمعجم التاريخي للغة العربية، والنسخة الأولى من موسوعة سلطان التواريخ.
من جانبه، ألقى الكاتب والروائي إبراهيم الكوني كلمة بمناسبة تكريمه بشخصية العام الثقافية،
مؤكدا أن السعادة لا تعتمد على نوع العمل الذي يقوم به الإنسان، ولكن على مدى إتقانه وحبه للعمل، “لأن الرهان ليس على جنس العمل، ولكن في مدى القدرة على إتقاننا فيه، بحيث يستعير هذا العمل مؤهلا رساليا، يجعله جديرا بلقب ما نسميه (الواجب)”.
وأكد الكوني في كلمته على قيمة الصحراء التي تتجاوز كونها مكانا للرمال اللامتناهية، إلى كونها مدرسة الحكمة، إلا أن الناس لم يتعلموا منها إلا القليل، لأنهم لم يبذلوا جهدا كافيا لاستكشافها، مشبها الصحراء بجزيرة جليدية ضخمة، جزء صغير منها فقط يظهر على الأرض، والجزء الأكبر منها مخفي عن أعيننا، واصفا إياها بأنها أعطت الإنسانية كل ما تحتاجه من ثروات مادية ومعنوية، ومع ذلك فهي الهدية المفقودة في هذا الكون.
من جانبه عبر يون شون هون، رئيس جمعية الناشرين الكوريين، عن اعتزازه بمشاركة كوريا الجنوبية ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب، معتبرا أن هذا الحدث أضحى من أهم المحافل الثقافية في العالم، وقال، “اختارت كوريا شعار (خيال بلا حدود) لتعبر عن رسالتها وروحها الثقافية التي تسعى إلى تحويل المستحيل إلى شيء ممكن وإلى عالم من الابتكار والسلام، ومن خلال جناحها هنا في الشارقة، ترغب في مشاركة خيالها الغني والمتنوع مع قراء الشارقة والإمارات، وتحفزهم على استخدام خيالهم لخلق واقع أفضل “.
يشار إلى أن الدورة 42 بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، يشهد مشاركة أكثر من 215 ضيفا من كبار الكتاب والمفكرين والمبدعين والفنانين العرب والأجانب يقدمون 1700 فعالية وجلسة حوارية متنوعة، منها 460 فعالية ثقافية تضم جلسات وقراءات وورش عمل، وخطابات حول تجاربهم الإبداعية في مختلف أنواع المعارف والتأليف، و900 ورشة عمل، إلى جانب العروض المسرحية والفنية وفعاليات الطهي العالمي.