سناء أرحال/ نيويورك
أوضح البروفيسور، سادات آيدن، خبير في جراحة الأذن والأنف والحنجرة وجراحة الفم والوجه والفكين، وعضو هيئة التدريس في جامعة اسطنبول، كلية الطب، لجريدة “وان بريس”، أن “الأذن البارزة” ( الأذن الكأسية) هي مشكلة لدى بعض الأطفال والبالغين، لها تبعات نفسية سلبية، لما تمثله في وعيهم من “تشوه خلقي” يؤثر على جمالية الشكل، لهذا تستدعي عمليات جراحية تجميلية، تحسن المظهر غير الطبيعي للأذن باستخدام تقنيات مختلفة.
ماذا يقصد ب “الأذن الكأسية” أو ما يعرف بمشكلة “الأذن البارزة” وكيف تحدث؟ وإلى أي حد هي شائعة ؟
نعني ب”الأذن الكأسية”، ذلك التشوه الذي يصيب الأذن فيمنع نمو أجزاء منها بشكل كاف، وقد يحدث عبر انتقال وراثي، (جيني)، كما يحدث بين التوائم أو الأشقاء، ومن الأب إلى الابن، فيما يصل نمو الأذنين بشكل طبيعي إلى 85 في المائة بسن 3 سنوات، ويكتمل نمو ال 15 في المائة المتبقية في سن 7-8 سنوات، أما عن معدل حدوث مشكلة “الأذن البارزة”، فيقدر بحوالي 5 في المائة من السكان، ويلاحظ معدل تكراره في 1/12500 ولادة.
ما هو السن المناسب لإجراء الجراحة في مرحلة مبكرة؟
يمكن اعتبار السن المناسب هو المتراوح ما بين 4 و 5 سنوات، حيث يبدأ الطفل في ملاحظة الاختلافات في شكل جسمه، أي أن وعي الطفل بمظهره، وضع بعين الاعتبار أن هذا السن هو الأنسب لاتخاذ خطوة الجراحة قبل ولوجه مرحلة الدراسة ( 7 سنوات)، حيث تعزز ثقة الطفل في نفسه، ولهذا من المستحسن تصحيح أي تشوه، قبل احتكاكه بأقرانه وتعرضه للملاحظات.
هل يمكن للبالغين اعتماد هذه الجراحة لتصحيح تشوه الأذن؟
نعم، يستطيع البالغون ممن يعانون مشاكل في “الأذن البارزة” إجراء هذه الجراحة، غير أنه لابد من الأخذ بعين الاعتبار أن الغضروف عند الأطفال أقل مقاومة ومرونة، أي أنه احتمال عودة الغضروف لوضعيته السابقة بعد الجراحة أقل منه عند البالغين.
ما هو التغيير الذي تحدثه جراحة “الأذن البارزة”؟
تعد جراحة “الأذن البارزة”، عملية تجميلية، تساهم في تحسين المظهر غير الطبيعي للأذن، أي أن هذه العملية تعيد بناء وترتيب الطيات غير المكتملة في الأذن، وإزالة الغضروف الزائد، في مناطق محددة، وتصحيح وتعديل مسافة الزاوية الكبيرة للأذن من فروة الرأس، وإرجاع الأذن الكبيرة الحجم إلى وضعها الطبيعي.
هل هناك ألم أثناء الجراحة؟
يعتمد الطبيب الجراح على التخدير لإجراء هذه العملية، وقد يكون تخديرا موضعيا يركز على الأذن ومحيطها، أو تخديرا عاما، ما يعني أن المريض لا يشعره نهائيا بأدنى ألم، لكن بالنسبة للأطفال يفضل أن يتم التخدير بشكل عام، حتى تجري العملية في ظروف تخلو من مخاوف الطفل.
كم تستغرق عملية تجميل الأذن من الوقت وأين يتم إجراء الشق؟
تستغرق عملية تجميل الأذن ما بين ساعة وساعة ونصف، عبر إحداث شق على الطرف الخلفي غير البارز من الأذن، لهذا لا تظهر على الأذن أي جروح أو ندبات تؤثر على جمالية لاحقا.
ما هي الإجراءات التي يجب اتباعها بعد العملية؟
يمكن للمريض أن يعود لبيته بعد ساعات من إجراء العملية، وبعد الانتهاء من الجراحة، يجري وضع غطاء خاص بالأذن مدة 48 ساعة على الأقل، لضمان الشكل الجديد للأذن ومنع أي ضغط مشوش على نقطة الجراحة، وبعد ذلك لابد من فتح الضمادة وفحصها لمنع أي حالة غير طبيعية، واستبدالها بضمادة رياضية لمدة 15 يوما، أما في الأسبوع التالي فيمكن الاستعانة بها لساعات فقط.
ومن أجل تخفيف حدة التورم والانزعاج، يستحسن جعل الرأس في وضعية تعلو عن الجسم مع تجنب الضغط على الأذن خلال فترة التشافي، أما بخصوص الغرز فلا حاجة لإزالتها لأنها تتم بشكل جمالي لا يؤثر على المظهر الخارجي الأذن.
متى يمكن ملاحظة الشكل الجديد للأذن؟
يمكن رؤية الشكل الجديد للأذن بعد إزالة الضمادة أثناء التصميم في اليوم الأول بعد الجراحة، غير أنه قد تبدو أكبر حجما بسبب التورم، وبعد حوالي 2-3 أسابيع، ستبدأ التورمات في الاختفاء إلى أن تتلاشى بشكل كلي بعد مرور ما بين 4-6 أشهر.
متى يمكن العودة للأنشطة اليومية بعد الجراحة؟
لا تكلف هذه العملية وقتا طويلا لبدء الأنشطة اليومية المعتادة، لهذا بعد أسبوع واحد يستطيع المريض ممارسة حياته بشكل عادي وبمنأى عن أي تعقيدات، كما يمكنه مزاولة الرياضة الخفيفة مثل المشي واليوغا، أما الركض فيتطلب منه انتظار مرور شهر على الأقل.