حصل الفيلم المغربي “مطلقات الدار البيضاء” لمحمد عهد بن سودة، على جائزة الإخراج خلال حفل اختتام مهرجان بغداد السينمائي الدولي مساء أول أمس الأربعاء.
وعادت جائزة أفضل فيلم لـ “وداعا جوليا” للمخرج السوداني محمد كوردفاني، فيما فاز الفيلم الأردني “إن شاء الله ولد” لأمجد الرشيد بجائزة لجنة التحكيم.
ومنحت جائزة أفضل فيلم روائي قصير مناصفة للعراقي “ترانزيت” والفلسطيني “فلسطين 87”.
ونال جائزة أفضل ممثل الفنان رائد محسن، وأفضل ممثلة زهراء غندور، وجائزة أفضل تصوير للفيلم اليمني “المرهقون”، فيما نال جائزة أفضل سيناريو فيلم “آخر سعادة”.
ونظم مهرجان بغداد السينمائي في الفترة من 10 إلى 14 فبراير الجاري، من قبل نقابة الفنانين العراقيين بالتعاون مع وزارة الثقافة والسياحة، والآثار ودائرة السينما والمسرح.
وشهد مشاركة عدد من نجوم وصناع السينما العربية والعراقية، والنقاد والإعلاميين المعنيين بالسينما، كما تم على هامشه تنظيم ندوة “سبل تعزيز الإنتاج السينمائي العربي المشترك” بمشاركة عدد من صناع ومنتجي السينما العربية.
ويسلط المخرج عهد بنسودة من خلال شريطه السينمائي الروائي “مطلقات الدار البيضاء” الضوء على فئة من النساء اللائي عشن تجربة الطلاق في المجتمع المغربي، إذ يتناول معاناة خمس نساء من بيئات مختلفة ويطرح المشاكل التي تعترض طريقهن في المجتمع والأسرة، إضافة إلى الصعوبات التي تواجههن بعد الانفصال عن شريك الحياة، ومشكلة حضانة الأطفال، وبعض الهفوات القانونية في مدونة الأسرة.
ويجسد العمل واقع النساء المطلقات والتحديات التي يواجهنها بعد الانفصال، وفي مقدمتها تحدي كسب عيشهن وسط صعوبات وعراقيل كبيرة، بمشاركة فريق تقني وفني ضخم، أهله لحصد عدة جوائز في مهرجانات وطنية ودولية، ليصل في آخر المطاف إلى الجمهور المغربي، محملا بإرث تتويجي طيلة هذه السنة.
وقد أظهر الفيلم نساء مطلقات وغيرهن، أغلبهن مستقلات اقتصاديا، ولعل هذا ما جعلهن متشبثات بحريتهن ومكافحات من أجل تربية أبنائهن أو جريئات في التبليغ عن محترفي الابتزاز الإلكتروني لهن، مع تسليط الضوء على بعض الإجراءات القانونية التعجيزية، التي تعيق مسألة الطلاق، والتي تؤزم الوضع بين الطرفين أحيانا، إضافة إلى تقييد حرية المرأة بسبب هيمنة الرجل حتى بعد الطلاق.
كما أضاء المخرج عتمة المشكلات النفسية، التي تصيب الأطفال بعد الطلاق والارتباك، الذي يجدون أنفسهم فيه وحنينهم إلى حضن أسرة متوازنة.
وقال المخرج محمد عهد بنسودة، إن الفيلم يفتح نقاشا مجتمعيا بشأن قضية كبيرة وهي الطلاق، يأتي تزامنا مع النقاش حول مدونة الأسرة ووضعية المرأة المغربية، وحضانة الأطفال، وحرية المرأة وحقوقها، لذلك فإن المراد من هذا الفيلم هو فتح نقاش أوسع حول ظاهرة الطلاق، وما يترتب عليها من مشاكل اجتماعية.
وحصد الفيلم العديد من الجوائز الدولية، من بينها جائزة أفضل سيناريو للكاتب عبدالإله الحمدوشي من مهرجان أوكلاند للفيلم في كاليفورنيا، وجائزة أفضل فيلم نسائي من مهرجان نيويورك الدولي لسينما المرأة، الذي سبق له أن توج سينمائيين وسينمائيات عالميات مثل الأمريكية صوفيا كوبولا والفرنسية أنييس فاردا، كما نال الفيلم مطلع شهر سبتمبر الماضي جائزة أفضل فيلم أجنبي من مهرجان الأناضول السينمائي في تركيا، وجائزة أفضل ممثلة طفلة. وتأتي هذه التتويجات لتعزز الجوائز التي حصل عليها “مطلقات الدار البيضاء” خلال شهر غشت الماضي، إذ تمكن من الفوز بـ3 جوائز و4 تنويهات من مهرجان القارات الخمس.
يشار إلى أن الشريط السينمائي المذكور، حظي بدعم المركز السينمائي المغربي، وظفر بجوائز مهمة خلال جولته الدولية في المهرجانات الكبرى.
ويضم الفيلم ثلة من النجوم المغاربة مثل زينب عبيد، مونية لمكيمل، بشرى أهريش، نادية العلمي، محمد الشوبي، نبيل عاطف، عبد اللطيف شوقي، يونس لهري، أمين بنجلون، جميلة المصلوحي وصونيا عكاشة، إضافة إلى سعيدة شرف في أول تجربة لها في عالم التمثيل، وأسماء أخرى.